الاثنين، 11 يوليو 2016

10/07/2016
التنظيمات القومية اذرع إثيوبيا في إريتريا (1ـــــ 2)























محمود طاهر ــــــــــــ زيورخ  

        mahmoudtaheir@yahoo.com      

10/07/2016

إن التنظيمات القومية والجهوية مثلها كالتنظيمات الايدلوجية تعمل على دغدغة المشاعر وتهيج العواطف للوصول إلى غاياتها السلطوية، من خلال الشعارات البراقة كالحرية والديمقراطية وانتزاع الحقوق القومية، ولكن كل هذه الشعارات المرحلية ما هي إلا أدوات لامتطاء السلطة، ومن ثم يظهر الوجه القبيح لها المتمثل في التسلط والديكتاتورية والفردية، التي هي سلوك وممارسة  يومية الأن .
ونماذج الأنظمة القومية غير سارة بصفة عامة، كما أن الاستبداد صفة ملازمة لها، فالفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا، هما نتاج للفكر القومي المتطرف، وفي المنطقة العربية، الأنظمة البعثية والناصرية هي مثال صارخ للاستبداد والوحشية والدموية .
وعند البحث في نشأة التنظيمات القومية في إرتريا نجد أن تاريخها غير بعيد،  حيث لا يبلغ عقدين من الزمان، كما يخفي بروزها المفاجئ على ساحة المعارضة الكثير من الغموض.
إن  أحدى أسباب ظهور هذه التنظيمات هي سياسات النظام الديكتاتوري، لكن لا يمكن أن تكون السبب الوحيد والقوي في ظهورها، فبعد الحرب الإرترية الإثيوبية الأخيرة من عام 1998 إلى 2000م والتي خلَفت عداءً كبيراَ بين النظامين، اتجهت إثيوبيا إلى فتح مكاتب للمعارضة الإرترية وسمحت لها بالنشاط السياسي والعسكري من أراضيها، وقامت أيضا بتأسيس وتنبني تنظيمات قومية من مناطق التداخل القبلي وقدمت لهم كل الدعم والمساندة .
وسأتناول كمثال التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر، لأنه اكبر واكثر مكون له امتدادات خارج حدود الدولة الواحدة، وعند تناولي لهذا المكون لا استهدف منه التحريض أو التقليل من شأنه، أو تخوين نخبه، لكن لوجود عاملي الجغرافيا والديمغرافيا، والتي يتمتع بهما والتي لا تتوفر عند باقي التنظيمات القومية التي ترفع لواء تقرير المصير، كما أن خصوصية العلاقة بين أطرافه جعلت منهم كتلة صلبة مستهدفة من الدول الثلاث، بسبب محافظتهم على مناطقهم الأصلية، وقلة النزوح أو الهجرة إلى الأقاليم الأخرى، إلا بأعداد قليلة جدا رغم قساوة الحياة هناك، وساعد ذلك على انتشار ثقافة الاعتزاز القومي بينهم، كما أن تاريخ السلطنة ما زال حاضرا في تراث وثقافة المجتمع،  وان كان بطريقة رمزية في الجانب السياسي، وهذه كلها أمور ساعدت على تماسك النسيج الاجتماعي، وحلم إنشاء كيان خاص بهم، وأقول هذا بدافع الحصر على التضحيات التي قدمها كل أبناء الشعب الإرتري، في سبيل الحفاظ على هذا الوطن بحدوده المتعارف عليها، وأخرها معركة بوري، التي ضرب فيها أبناء الشعب الإرترى أروع أمثلة التضحية، في الحرب الأخيرة مع إثيوبيا، ولكي لا يجعلوا من الشعب العفري محرقة، في سبيل تحيق أجندات ومشاريع دول أخرى، أو مطامع لأوهام شخصية في منطقة حساسة وبالغة التعقيد، خاصة ما لم تتوافق هذه التحركات مع هوى الغرب، الذي لن يسمح بتفكك إثيوبيا، ولكن لا يمانع، بل قد يكون داعم ولو بطرق خفية، في أن ينفصل العفر عن إرتريا ومن ثم انضمامهم إلى إثيوبيا، بما يوفر ذلك لإثيوبيا منفذ بحري يعطيها حرية الحركة، ويجعلها دولة إقليمية، ذات شواطئ على اهم منفذ بحري بمنطقة القرن الإفريقي، والتي تفتقده بشدة وتعمل بكل قوى لبلوغ ذلك .
الأهداف
هي أهداف عامة للحركات القومية وغالباً الأهداف بينها مشتركة، وان اختلفت في التفاصيل والجزئيات الصغيرة، لكن على ارض الواقع كل هذه الآمال والأحلام تذهب أدراج الرياح.
الاستقلال ، بالحصول على تقرير المصير وتحرير امتها .
الاتحاد، تهدف كل قومية إلى تكوين دولة واحدة من أفراد الأمة الواحدة في شكل دولة مركزية ،أو اتحادية أو كونفدرالية ، وقد تكون هذه الدول ملكية أو جمهورية رأسمالية أو اشتراكية .
التقدم، ترمي كل قومية إلى تشكيل دولة مستقلة لخدمة أفرادها، والسير بهم نحو التقدم في جميع الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
الوسائل
تقوم أدبيات التنظيمات على الشحن القومي، وإظهار القومية بانها مستهدفة من كل المكونات الأخرى، وانها الوحيدة التي تعاني من الاستبداد والاضطهاد والظلم والتهميش، وان الأخرون مشاركون في ذلك بطريقة وأخرى، لذلك تجدهم متحفظين في علاقاتهم مع الأطراف المعارضة، ومتشنجين في نقاشاتهم معهم، ومتحفزين في كل الأوقات .

لا شك إن قيام أي دولة بدعم أي نزعة قومية خاصة في مناطق التداخل القبلي، يمثل خطراً على الدولة نفسها، ولو نظرنا إلى إثيوبيا، نجد أنها تعاني من الصراعات القومية داخلها،  فكل القوميات تشكوا من التهميش، وعلى رأسهم الاورمو والاوغادين، و بطرق اقل العفر والبني شنغول وشعوب الأقاليم الجنوبية، ووسط هذا نجد مشروع دولة عفر الكبرى،( المثلث العفري) التي كانت ومازالت فكرة تراود الكثير منهم، ولها علم وخريطة، خاصة أبناء العفر في الخارج، وتتشكل الدولة الموعودة من أجزاء في إرتريا وإثيوبيا وجيبوتي، فكيف لدولة اذا تقوم بدعم مثل هذه النزعات الانفصالية، وفي الذكرة القريبة الحرب الأهلية الجيبوتية بين أثنية العيسى  ذات الأصول الصومالية، والعفر سكان البلد الأصلين، والتي اندلعت بسبب استئثار العيسى بالسلطة  في نوفمبر1991م وانتهت في ديسمبر من العام 1994. بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بتقاسم السلطة وتم الاتفاق بان تكون رئاسة البرلمان من نصيب العفر .

الأحد، 3 يوليو 2016

24.06.2016

اللجنة الإعلامية لمظاهرة جنيف
تقرير عن مظاهرة جنيف 23 

نظم آلاف الإريتريون ، يوم الخميس 23 يونيو2016 ، مظاهرة حاشدة جابت أرجاء مدينة جنيف السويسرية  وتوقفت أمام مقر مجلس حقوق الإنسان تأييداً لتقرير لجنة تقصي الحقائق حول أوضاع حقوق الانسان في ارتريا الذي قدم في الدورة العادية للمجلس بتاريخ 21 يونيو الجاري خلص إلى توصيف انتهاكات حقوق الانسان في ارتريا بالجرائم ضد الإنسانية مطالباً بتحويل ملف القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي .



وانطلقت المظاهرة  ،التي شارك فيها أكثر من عشرة آلاف متظاهر ، من "ســــاحة دي كـــــروبيت " التي شكلت نقطة تجمع للوفود التي قدمت من مختلف الدول الأوروبية بالاضافة إلى كندا واستراليا وامريكا  عبر وسائل النقل المختلفة  ، انطلقت في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً ،
ووصل المتظاهرون إلى مقر مجلس حقوق الإنسان في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً  ويحملون الأعلام واللافتات والصور المنددة بأوضاع حقوق الإنسان في إرتريا والمؤيدة لتقرير لجنة تقصي الحقائق . ويرفعون اصواتهم بالهتافات المدوية وتطالب بتحويل ملف أفورقي للمحكمة الجنائية الدولية .


دعوة للتعايش الديني :

بدأ برنامج التظاهرة بوقفة حداد على أرواح الشهداء وضحايا انتهاكات النظام الإرتري ، وأعقب ذلك كلمات لرجال الدين ابتدرها القس شنودة هيلي دعا خلالها الإرتريين لإعلاء قيم التعايش الديني والوطني مشدداً على ضرورة العمل المشترك بين المسيحيين والمسلمين لإحداث التغيير المنشود .
من جانبه أكد الشيخ عمر طه على ضرورة التعايش الديني باعتباره البوابة الحقيقية لتأسيس دولة مدنية تحترم قيم المواطنة وحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية مشيراً إلى التاريخ الايجابي للتعايش بين المسلمين والمسيحيين ، موضحاً أن الطرفين يواجهان مصيراً مشتركاً وخطراً داهم بسبب غياب الحكم الرشيد .

مطالبات لمجلس الأمن :

من جهتها ناشدت اللجنة المنظمة للمظاهرة في كلمتها مجلس الأمن بتبني تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أوضاع حقوق الإنسان في إرتريا واتخاذ اجراءات رادعة بحق هذا النظام القمعي واحالة ملف قياداته المتورطة بارتكاب الجرائم الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية .وأشادت اللجنة المنظمة بالمتظاهرين الذين تحملوا وعثاء السفر من أجل المطالبة بايقاف انتهاكات حقوق الإنسان في إرتريا .

استعراض لتطور القضية :

 الناشطة إيلسا جروم استعرضت في كلمتها تطورات قضية الدفاع عن حقوق الإنسان في إرتريا خلال الأعوام الماضية إلى حين دخولها إلى أروقة مجلس حقوق الإنسان ،مروراً بتعيين المقرر الخاص ، ثم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ، وصولاً إلى التقرير الثاني للجنة تقصي الحقائق ،وتقدمت بشكرها لجميع الدول والمنظمات التي وقفت مع الشعب الإرتري  في قضيته العادلة .




كلمة تضامنية :

البروفيسور ميريام فان رايسن الخبير الهولندية في الشأن الإرتري القت كلمة تضامنية أكدت فيها على ضرورة احترام حقوق الإنسان الارتري وايقاف الانتهاكات والافلات من العقاب موضحة أنها ستساند الشعب الإرتري إلى حين عودته إلى اسمرا .


مذكرة :

وسلم المتظاهرون مذكرة لمجلس حقوق الانسان طالبت بتبني تقرير لجنة حقوق الانسان وتحويل ملف القضية الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن .

عروض فنية :

الفنان الكبير أبرار عثمان اعتلى المنصة موضحاً أن مشاركته في المظاهرة تؤكد انحيازه الكامل لشعبه ، مشير إلى معاناته الشخصية خلال ربع قرن من الاستقلال واوضح أن معاناة الجيل الحالي تفوق معاناته ، داعياً الجميع للعمل الجاد من أجل إيقاف الانتهاكات ، وقدم إحدى إغنياته وسط تجاوب منقطع النظير من المتظاهرين .
وشهد برنامج المظاهرة عروض غنائية من الفنان زرئي سناي وعدد من الفنانين والشعراء الذين قدموا أعمال فنية ألهبت حماس المتظاهرين .


اعتذار :

في ختام التظاهرة اعتذرت اللجنة المنظمة عن إقامة البرنامج المصاحب الذي كانت تنوي إقامته خلال الفترة المسائية وعللت ذلك لضخامة أعداد المتظاهرين مشيرةً إلى أن المكان الذي تم ايجاره لا يتسع لهذا العدد . 

رحلة العودة :

وعاد معظم المتظاهرين مساء الخميس أدراجهم بعد أن انجزوا مهامهم بصورة كاملة مشيدين بتعاون الشرطة السويسرية التي قدمت التسهيلات المطلوبة للمتظاهرين ، وكلهم أمل أن يخرج مجلس حقوق الإنسان بقرارات مؤيدة لتقرير لجنة تقصي الحقائق وصولاً إلى تحويل ملف حقوق الانسان في إرتريا الى الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن تعزيزاً للعدالة وعدم الإفلات من العقاب .

اللجنة الإعلامية لمظاهرة جنيف 23
24 يونيو 2016م

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا