02/09/2013
ظاهرة
العنف في سويسرا
بقلم / محمود طاهر
mahmoudtaheir@yahoo,com
02/09/2013
الشباب
هم حاضر الاُمة ومستقبلها الواعد ،وأهمية الشباب تكمن في قدرتهم على تغيير
المجتمعات والدول من مرحلة التخلف الى التمدن والتحضر كما انهم يمكن ان يصبحوا
اداءة هدم للمجتمع والقيم اذا تم تسخيرتلك الطاقة في غير محلها لما تتميزبه تلك
الفترة من عنفوان وقوة وطموح، وهذه المكونات لابد أن يتم توظيفها في المكان الصحيح
والمناسب للإستفادة منها فيما يخدم الفرد والمجتمع،وإلا كانت وبالاٌ على المجتمع والوطن.
ومشاركة
الشباب في النشاط السياسي يعتبر مهماٌ واساسياٌ، لان عزوف هذه الفئة العمرية
وانصرافها في قضايا حياتية يعمل على تعميق الفجوة بين الاجيال المختلفة، لذا لابد من تشجيع
انخراط الشباب في العمل النضالي ضد النظام الاستبدادي، وترك المساحات لابداء
رؤيتهم واوُطراحاتهم في كل ما يهم امر الوطن والمواطن، فبما ان الاخذ بيد هولاء
الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح هو امر ضروري
،كذلك تركهم لإهواءهم
التي غالبا لاتحكمها ضوابط هو امر في غاية الخطورة،لذا احببت ان القي الضواء
على الممارسات السالبة والعنيفة لبعض
الشباب المعارض في سويسرا، وذلك في مواجهة المهرجانات التي تقيهما عصابة أسمرا،
بهدف جمع النقود من الإرترين المقيمين بها.وقد تكررت احداث العنف التي تصاحب تلك
الحفلات وما تخلفه من اصابات كثيرة لمؤيدي النظام وما يتبع ذلك من محاولات
الثأروالتي لا تتوقف فلا يمر شهر الا وتكون هناك موجة عنف بين الاطراف المتناحرة
،ويتم تداول هذه الاحداث عبروسائل الاعلام السويسرية المختلفة، ويصبح الجلاد ضحية وتختفي الحقيقة وسط احداث
العنف هذه،ويتم التعامل مع المتورطين وفقاً للقانون الجنائي وتكرر هذه السلوكيات
بات يؤرق الحكومة السويسرية والشعب ،ومن المعروف ان الدولة تعتبرمن اكثر دول
العالم امناُ ومثل هذه الاحداث المتكررة يشوه مظهرها. وقدعملت على حصر المسببات
لهذه الظاهرة المتفاقمة ،وذلك من خلال مناقشتي لبعض من اولئك الشباب والخصها
كالاتي:ـــ
1/
معاناة معظم هؤلاء الشباب من مخاطر الوصول الى اوروبا من موت في الصحاري واعالي
البحار، إضافة لمعاناة وماَساة اخوانهم واقربائهم وما لاقوه في سيناء من ممارسات
تجارة البشر والتي لاتخلو من ايادي بعض جنرالات النظام.
2/
النعوت والاوصاف التحقيرية التي يطلقها بعض فلول النظام على من لاينتمي الى اقليم
حماسين وإستفزازهم بالقول انهم السادة والبقية عبيد.
3/الاقصاء
والتهميش المتعمد بعد الحرب الخاسرة التي خاضها النظام وما صاحب ذلك من تدمير
للقري والمدن التي ينتمي اليها هؤلاء،كما اعتبر دمج الاقليم مع سراي وما اعقب ذلك
من تحويل العاصمة الى مندفرابانه استهداف.
فما لا يعرفه الكثيرين ان من جملة 25 الى 30 الف
ارتري الموجودين في اسرائيل، ان ما نسبته 16الى 18الف هم من منطقة سمجانة وهي
منطقة تضم مجموعة قرى متناثرة تقع بين مدينة صنعفى والحدود الاثيوبية، فهذا العدد
الكبير جاء من تلك المنطقة التي لا تتعدي مساحتها بضع كليومترات، فاستحضار العذبات
لا يبارح ذاكرة هؤلاء الشباب، والاستمرار في هذه الممارسات يكلفهم الكثير من
مستقبلهم، لان الامر عند الحكومة السويسرية لا يتجاوز القضية الجنائية، وكان يمكن
لهؤلاء الشباب ايصال الرسالة للدولة
المستضيفة بطريقة افضل من هذه الوسيلة، والنتائج كانت ستكون كذلك افضل لان الحكومة
السويسرية لاتتهاون مع كل من ثبت تعاونه ودعمه للنظام، وبالمقابل لاتتهاون في
احداث العنف المتتالية.
و
طريق العنف الذي اتخذه هؤلاء الشباب مسلكاُ لمواجهة اتباع الديكتاتور هي مدمرة لهم
في المقام الاول، لان النتائج المباشرة لهذه الافعال تقع عليهم وكانت المحصلة السجون،
إذ يقبع فيها عدد غير قليل من هؤلاء الشباب، اضافة الى ارتفاع درجة الاحتقان وصار
التميز على اساس الإقاليم كبيراً وشائعاً، بما يؤدي الى زيادة تهتك النسيج
الإجتماعي الإرتري وإنتشار ثقافة العنف والكراهية والثاُر.
لذا
لابد من ان يعمل المخلصين في المنظمات الحقوقية الإرترية وتنظيمات المعارضة في تخفيف هذا الاحتقان
للحفاظ على هؤلاء الشباب من الضياع في صدامات لا تخدم قضيتهم ولا تسعد شعبهم ، ومن
هنا اناشد المنظمات الحقوقية الإرترية بالعمل على الإتصال بالسلطات السويسرية لطلب
إجراء مقابلات مع الشباب المعتقلين على ذمة هذه القضايا ومتابعة إجراءاتهم امام
المحاكم، كما يمكنهم القيام بحملات تثقيفية لبقية الشباب لتعريفهم بالعواقب
الوخيمة لتك التصرفات العنيفة.اما دور تنظيمات المعارضة فيتمثل في تأطير هؤلاء
الشباب والإستفادة من حماستهم الزائدة وتوجيهها ووضعها في المكان الصحيح، بدلاً من
ان تضيع في صدامات مضرة، لا يجني منه الشعب والوطن سوى مزيد من التفرق والتمزق،
ويستفيد منها النظام في إطاله امده وبقائه في السلطة.