17/11/2013
المنشقون وتحريك السكون
بقلم / محمود طاهر -
زيوريخ
18/11/2013
ان تأتي متأخرا خيرا من ان لا تأتي. واللقاء
التشاوري الذي عقدته القيادات المنشقة من النظام في بروكسل هي خطوة في الاتجاه
الصحيح لتدارك الواقع الإرتري الذي يزداد كل يوم تعقيدا، وزيارة السفير/ عبدالله
ادم ،والاستاذ محي الدين شنقب مسؤول الشباب السابق ،الاستكشافية في كل من مصر
والدوحة والسودان، تبشر بان امر ما يتم الترتيب له بخصوص
الوضع في إرتريا ،وان هذا التحرك لم يأتي بدون مناسبة او هدف والقيادات التي تداعت
الى هذا اللقاء التشاوري لها وزنها من خلال رصيدها النضالي السابق، والذي يشفع لها
داخل صفوف الجيش الإرتري للقيام بمثل هذا الدور، وقد يكون للأحداث المتلاحقة في إرتريا
ابتداء من حركة 21 يناير وما تلى ذلك من نقاشات داخل صفوف الجيش الإرتري بشان تلك
الحركة، لأنها كانت في كثيرا منها تحمل مطالب تهم الجيش وما زالت تلك المطالب تراوح
مكانها ، فلا جديد بشأنها فالمماطلة هي السمة التي تحكم الموقف، وقد ادى هذا الى
تململ في الجيش وقيادته الوسطى والدنية ،اضافة الى الاحتجاج والاحتكاكات التي حدثت
بالعاصمة أسمرا، في الفترة القريبة بين الشباب الإرتري وقوات المعارضة الاثيوبية،
التي استعان بها النظام في اعادة الاستقرار والهدوء للعاصمة، وعامل اخر قد يكون
ثانوي ولكن له ارتدادات داخلية لا يُمكن استبعاده الا وهي كارثة لامبدوزيا وطريقة إدارة الحكومة للحادث
بلا مبالاة متناهية والذي اثار حنق اسر الضحايا، وهزت الضمير الانساني وكل هذه هي العوامل جعلت من النظام الإرتري
ضعيفا ومنبوذاً داخليا من قبل الشعب وافراد الجيش، خارجيا من الدول الغربية
والإقليمية، لذلك تكتسب هذه الخطوة اهميتها من معطيات الواقع الإرتري الجديد.
اما التخوف الذي يبديه البعض من هذا التحرك فهو حق مشروع بصفة
عامة، ولكن ما يجب ان يسعي له الجميع لا نجاح هذه الخطوة هو الاتفاق بان العدو
الاول هو السلطة القائمة حاليا ، وبعدها لكل حادث حديث، مع العلم بان إنتاج نسخة معدلة
من الجبهة الشعبية بإجراء بعض الديكورات
اللازمة هو في غاية الصعوبة، لرسوخ الصورة السيئة التي ارتسمت في ذاَكرة الإرتريين
طيلة ال22 عام التي تلت الاستقلال، وهي الصورة التي لن تفارق وجدان الإرتريين في
القريب . وتحمل الفكرة عوامل نجاحها في التوقيت الذي تم استثماره واللقاء الذي جمع
قيادات الشعبية المنشقة بعد فترة طويلة من التوهان في دهاليز التنظيمات المختلفة ،التي
اصطدمت بها جهودهم في السابق.
اَخيراً يجب ان يتنبه القائمون على المبادرة
بان ما في ساحة المعارضة الإرترية من تنافر
وتناحر هو نتيجة لسياسات النظام القائمة على التمييز السلبي بين المواطنيين، على
اساس الدين والعرق، لذلك برزت على ساحة المعارضة بصورة ساطعة، ولا يخلو منها
الداخل لكنها مكتومة بأدوات القمع والارهاب، وهذه الظواهر يمكن ان توجد لها حلول
اذا خلصت النوايا، لأنها حركات مطلبية رأت تهميش مكوناتها المجتمعية في جميع مناحي
الحياة امام ناظريها، لذلك ارتضت ان تعيد حقوق مجتمعها المسلوب بنفس ادوات النظام.
ولان الوطن لا يحتمل التصارع من جديد ، لابد ان نكون جادين في إقامة وطن يسع
الجميع دون إقصاء او تهميش .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق