22/02/2014
حقا نعيش في كوكب اخر
!!!!!!!!
محمود طاهر / زيوريخ
ان حديث الديكتاتور
الأخير والذي جاء بمناسبة ذكرى معركة فنقل التاريخية لقضائيته اليتيمة لم يأتي
بجديد كالعادة، ولكنه حمل عبارة لافته في طريقة تفكيره حول سبل تداول السلطة وقد
جاء حديثه الاخير ليقطع بصيص امل لبعض لدى البعض ممن كل يرجون ان يستجيب هذا
النظام لسنن الكون في تداول السلطة، ليقطع قول كل خطيب ، وقد نصب نفسه المكلف
بتقرير ما يناسب الشعب عن سواه، لذلك لم يرف له جفن عند القاء مقولته التي لم
يتفوه بها ديكتاتور من قبل، فما هو معروف ان عتاة الديكتاتوريات في العالم لم
يتحدثوا بهذه الطريقة الفجة، فلكل منهم طريقته في ترويض بعض معارضي الديكور لتجميل
الوجه القبيح لحكمهم ليطلقوا عليها ديمقراطية، ومعتوه اخر اخترع ما سمي باللجان
الثورية ،واصدر حولها الكتب من اخضر الى احمر، لكن رئيس زمانه هذا يرى انه كثيراً
في حقه من ان يقبل بهذا الدور لبعض المتزلفين.
وقال :ــــــ ( من يعتقد ان ارتريا سيكون فيها ديمقراطية
وتعددية سياسة حتما يعيش في القمر او كوكب اخر، كما نصح راكبي الموجة عدم اضاعة
الوقت في هذه الاوهام) حديثه بهذه الطريقة ينم عن غروره الذي برز على السطح من
جديد، خاصة وان سفيره في بريطانيا كان قد ذكر قبل فترة قصيرة عن اجراء انتخابات
ديمقراطية مشروطة بزوال مهددات الامن القومي
ولكن رئيسه بهذا الحديث نسف قوله، لذا حديث السفير لم يخرج من اطار
الاجتهاد الخاطئ .
تغير نبرة الديكتاتور
هذه المرة وصل الى مستوى جديد من الغرور الذي ينتابه من حين لآخر حسب الظروف
الموضوعية عنده ويعزى لسببين على حسب اعتقادي :ـ
اولها فشل الوساطة مع
اثيوبيا فما هو معلوم حسب ما تناقلته بعض المواقع الارترية ان الطاغية قد طلب من
الرئيس السوداني التوسط لدي اثيوبيا لإعادة العلاقات بينهم، وما هو عرفه كذلك أن تلك
المحاولة لم يكتب لها النجاح، وقد جاء في
موقع فرجت عن مصدر دبلوماسي سوداني، اعتراف الطاغية بان حساباته كانت خاطئة، واضاف
انه بحاجة الى وضع حد لهذا الوضع الشاذ، وقد نقل الرئيس السوداني خلال مشاركته في
قمة الايقاد بتاريخ 30يناير الماضي تلك الرسالة أي طلب الوساطة، وكان الرد
الاثيوبي رافضاً، بان قيل للوساطة السودانية بان مشاكل اسياس مع المنظمات
الاقليمية والدولية وعليه يتعين حلها معهم ، كما اردفه بتهديد مفاده لولا الخوف من
خلق عداوة مع الشعب الارتري، من خلال غزو بلادهم لأمكننا ان ندفع باسياس الى دهلك.
وقد اتضح الموقف الاثيوبي من جديد من خلال الحديث الذي ابداه رئيس الوزراء
الاثيوبي الاخير في لقائه مع وسائل
الاعلام الاثيوبية بتاريخ 12/ فبراير بعد خطاب الديكتاتور بأيام، بخصوص راي الحكومة الاثيوبية في اعادة العلاقات
مع ارتريا، حيث ذكر رغبة بلاده في الحوار دون شروط مسبقة، واستبعد في الوقت نفسه
حدوث مفاوضات في المستقبل القريب، كما رفض دعوات السفيرين ديفيد سين والسفير كوهين بإعادة ارتريا الى بيت
الطاعة واعتبره خطاء لا لبس فيه
ثانياً حدوث توتر بين اثيوبيا ومصر جراء مواصلة اثيوبيا
بناء سد النهضة، دون تقدير لمناشدات مصر وقد ظهر ذلك بوضوح في الفترة الاخيرة،
ومحاولة النظام المصري الجديد باستثمار الخلاف القائم بين البلدين، قد اعطت فرصة
امل جديدة للديكتاتور فمعروف عنه بانه مقاول حروب في المنطقة وقد تأثر موقعه بفقدان
حليفه القذافي الذي كان يمول حركة الشباب المجاهدين في الصومال اضافة الى حركات
دارفور وبسقوط قذافي فقد كثيراً من الدعم المالي
الذي كان يجده بصفته الراعي الرسمي للاضطرابات في المنطقة .
وقد وصل الامر الى
درجة نية النظام الجديد في مصر اقامة
اتفاق يسمح له ببناء قواعد عسكرية في ارتريا وقد تحدثت الصحف المصرية بسعي
مصر لتوقيع بروتكول الدفاع المشترك مع كل من ارتريا، وجيبوتي، والصومال برعاية
الجامعة العربية وتؤكد التقارير ان اتفاقية الدفاع المشترك المزمع
عقدها بموجبها يتم استخدام القواعد العسكرية لتلك الدول من قبل الجيش المصري
ويتم ايضا التدخل العسكري المصري لحماية تلك الدول من اى اعتداء
خارجي بموجب الدفاع المشترك وتنص الاتفاقية على قيام مصر ببناء
قواعد عسكرية لحماية جيبوتى واريتريا من اية اعتداءات ومواجهة التدخل
العسكري الغربى باعتبار تلك الدول أعضاء بالجامعة واكدت تقارير ان
الجامعة العربية ستقوم بضم ارتريا الى عضويتها قريبا باعتبار ارتريا تشغل مراقب
بالجامعة العربية( صحيفة الحدث
الالكترونية).
ليصب في هذا الاتجاه
أي الضغط على اثيوبيا لتتراجع عن تنفيذ مشروع سد النهضة ولكن كان الرد الاثيوبي كذلك
عسكريا بإعلان قيادات عسكرية اثيوبية حسب ما جاء عن التلفزيون الاثيوبي عن استعدادهم
وجاهزيتهم لدفع الثمن من اجل الحفاظ على السد باعتباره مشروعاً قوميا واحد مكتسبات
الشعب الاثيوبي اثناء زيارتهم لموقع السد في ال17 من فبراير في إطار
فعاليات الاحتفال بيوم الجيش الوطني الذي بدأت منذ 14 من فبراير/ شباط
الجاري"، مشيرا إلى أنها تعتبر الأولى من نوعها منذ بدء العمل في المشروع
،(وكالة انباء الاناضول) .
لذلك جاء حديثه بهذه
الطريقة المتعالية فرحا بما تتناوله الاخبار عن اجواء حرب يخيم على المنطقة جراء
تداعيات الازمة الجديدة بين مصر حليفه الجديد واثيوبيا عدوه اللدود، ويرى من
خلالها بارقة امل جديدة تزيد من سنوات حكمه العجاف ، والتي لا يمكن ابداً باي حال ان
يتحدث بها رجل دولة أيا كان موقعه دعك من شخص يدعي انه رئيس لدولة ، مملوء بمثل هذا
التحدي والغرور بعد ان كان مكسوراً طوال الفترة الماضية بعد نفوق صديق عمره الذي لم يجد ارضاً تأوي جثمانه .