الثلاثاء، 15 يوليو 2014

5/07/2014

إريتريا والمصير المجهول

محمود طاهر     / زيوريخ


05/07/2014م

 

يقف المراء حائراً امام التناقضات المفتعلة التي تعيش فيها المعارضة الإرترية، فوحدة الهدف والمصير لو تم العمل على ضوائها وتنحية الخلافات العبثية التي ليس لها حدود لكانت كفيلة بإسقاط النظام المتهالك، ولكن اسبقية الامور الثانوية جعلت من امر اسقاطه يأتي في المراتب المتأخرة، لذا نرى المعارضة اصبحت تراوح مكانها في افضل الحالات، هذا ان لم تكن تتقدم خطوة لتعود الى الوراء خطوتين .

فلو نظرنا الى تجربة الثورة الليبية والتي انخرط فيها الجميع دون تمايز فكري او اثني، ذلك لان الهدف بدا واضحا ولا يقبل الشك، لذا كان امر سقوط الديكتاتور مسألة وقت، وهنا لا اريد ان اعرج على الدعم الدولي الذي كان له اثر فعال في سرعة زواله ، لان ما اريد ان استخلصه من هذه التجربة هو التلاحم الذي كان واضحاً بين الثوار بمختلف انتماءاتهم وتباين افكارهم ، حتى بلوغ الهدف، ولكن عندما انشغل الجميع  بجني الارباح والمكاسب، بداءت الخلافات التي كانت المجمدة تطغى على مصلحة الوطن، ونسى الجميع  في غمرة الغنائم  الهدف الاسمى الذي من اجله ضحى الالاف من الشباب ، ليتطور الوضع بعد ذلك الى فوضى ومن ثم الى نذر حرب اهلية وبمساعدة اقليمية بل حتى دولية لأجندات متعارضة ومتناقضة لكنها متفقة في اقصاء فصائل اسلامية بغض النظر عن اعتدالها او تطرفها، بعد ان اقصي قانون العزل الكثير من الذين خدموا في عهد القذافي، ليصبح التشرذم سيد الموقف بعد كل هذه التضحيات الجسام مما حدا بالأمر في اتجاه صناعة ديكتاتور جديد وبرعاية دولية واقليمية.

اذا كان هذا هو ما وصل اليه حال رفقاء الامس في ليبيا، فما هو المصير الذي ينتظر الشعب الإرتري في ظل تعارض الثوابت الوطنية الذي تعاني منه المعارضة الإرترية، ومن اختلافات عميقة ومتشعبة لا يمكن حصرها في اطار معين فكرياً كان ام مناطقياً ام قبلياً ؟ .لذا ما ينتظر الشعب الإرتري حسب راي الشخصي  اسواء بكثير من ما اصاب الصومال بعد اسقاط الديكتاتور سياد بري في عام 1991م .

فما نراه في الساحة من فرقة وخلاف بين اطياف المعارضة بعضه جاء نتيجة سياسة النظام وهذا امر لا جدال فيه، ولكن النصيب الاكبر من هذا تتحمله المعارضة لان معظم هذه التنظيمات الموجودة على الساحة والفاعلة منها كانت موجودة من قبل التحرير، وبدل ان تظل متماسكة وتقرب الشقة فيما بينها اصيبت بداء الانشقاقات التي ضربت جلها لتكون المحصلة تنظيمات ببرامج مستنسخة، ولو كانت لهذه التنظيمات امكانية استيعاب الاخر وتحقيق طموحهم لما بلغ الحال ان يكون لكل عشيرة تنظيم مسلح كان او مصلح، يريد ان ينتزع الاعتراف بحقوقه من اخيه المستضعف، ولما وصل اهتراء النسيج الاجتماعي الى هذا المستوى الذي لا ينفع معه المسكنات، ليطفح على السطح على شكل مهاترات وتحقير وازداء بالأخر، وبذا انشغل الجميع عن القضية الاساسية التي من اجلها قامت هذه التنظيمات بآمور فرعية زادت من الفرقة، بدلاً من رص الصفوف وسد الثغرات ، ومن ثم انتزاع الجميع لحقوقهم من النظام الجاثم على الصدور في إطاره العام ،بدل إضاعة الوقت بالخوض في معارك انصرافية.

ختاماً إزاء هذا الوضع القاتم ما هو المصير الذي تتوقعه التنظيمات حال سقوط النظام وما هي الاستراتيجية التي تبني عليها لتفادي انهيار الدولة والمجتمع ؟ ام ان الامر لا يجول بخاطرها وتمارس السياسة بطريقة رزق اليوم باليوم؟ وتردد يحلها الحلاَل!!!!! .

هناك تعليق واحد:

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا