الاثنين، 29 يونيو 2015


28/06/2015م

تظاهرة جنيف التاريخية وسبل مراجعة الذات




محمود طاهر/ زيوريخ
28/06/2015م

ان المظاهرة الضخمة التي اقيمت في جنيف يوم الجمعة الماضي الموافق ال26 من يونيو الجاري والتي جاءت متزامنة مع جلسة استماع لتقرير لجنة تقصي الحقائق المكلفة من قبل الامم المتحدة، كانت بمثابة امتحان كبير لتنظيمات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني خاصة ، والتي للحقيقة كان على عاتقها الحشد والتكاليف المادية والترتيب، لان الامركان مصيريا بالنسبة لكثيراً من الشباب، خاصة بعد المسيرة المستفزة التي قام بها اذناب النظام والتي كان جلها من كبار السن، لذا كانت النتيجة بقدر التحدي الذي اولاه الجميع اهتماماً وجدية، لكن لابد للإشارة الى بعض الامور احقاقاً للحق، اضافة الى القاء بعض الضوء على بعض الجوانب التي تحتاج الى مراجعة في مسيرة العمل المعارض بصفة عامة .
اولا التنسيق الكبير الذي قامت به اللجنة المنظمة واتصالها بجميع اطراف المعارضة الإرترية، فقد خرجت مظاهرة حاشدة مؤيدة ومؤازرة قبلها بيوم في اسرائيل، و اخرى مماثلة في اثيوبيا في نفس اليوم مما اعطى الامر زخماً كبيراً، بدا واضحاً على وجوه المتظاهرين الذين قدموا من كل مكان، وجزاء كبير من هذا العمل يعود للأخوة في غرفة (سمرللبالتوك)، الذين كان لهم الدور الكبير في نجاح هذه المسيرة والوصول الى هذه المستوى من الرضى، والذي بدا على الجميع، ولابد من الاشادة بمجهودهم الجبار في هذا النجاح  .
ثانيا التظاهرة كانت سانحة كبيرة لم يتم توظيفها من قبل التنظيمات او المنظمات التي تحمل على عاتقها لواء المظلومية، والجهر به في مناسبة ودونها ، وعند ما جاءت الفرصة في ايصال هذه الرسالة من خلال هذه التظاهرة التي خصصت لهذا الجانب غاب الضحية وحضر الجاني بكثافة، فلم نسمع صوتا ولا حضوراً يليق بالمظالم التي حملوا لها اللواء وعقدوا لها الندوات، في تأكيد أخر من اننا نعاني من ظاهرة صوتية عالية النبرة عند الحديث عن الحقوق،  لكن في الموافق التي تستدعي العمل على الارض يصبح الامر قضية عامة، وهي في الاصل هكذا حقيقة، لكن التحيز الاعمى والنظرة المسبقة يصورها على غير ذلك، فلو اخذنا بمعيار البعض الذي يرى الامر بمنظار الابيض والاسود، فان التظاهرة التي اقامها النظام في يوم ال22 من يونيو قاموا بها التجرينية حسب كتابات الكثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد جاء الكثير من الردح حول هوية من قاموا بذلك، وذهبوا بعيداً في التوصيف، وكذلك لو نظرنا من نفس زاوية الاخوة، سنجد ان جل من حضروا وقاموا بالترتيب والحشد للتظاهرة الاخيرة يوم ال26 التاريخية هم من نفس القومية، لذا على الاخوة مراجعة الخطاب الاعلامي وتنقيته  وعدم الخلط المقصود بين المعارضين والمؤيدين، دون نسيان المظالم الواقعة على الجميع وان تفاوتت في المقدار .
ثالثا هي دعوة لتنظيمات المعارضة بان تعمل على استيعاب هذا الكم الكبير من الشباب الهادر والمتحمس، والذي حضر بهذه الكثافة وتقدر95%، وهذه الطاقة تحتاج الى نصح وارشاد لكي لا يتم تبديدها في صراعات جانبية، كما يجب العمل على ضرورة انشاء وعاء جامع يعملون في اطاره، وليس بالضرورة ان يكون تنظيماً لكي يتحدوا، لكن بتحديد هدف واحد يتفق حوله الجميع، نستطيع من خلاله توجيه هؤلاء الشباب وتوحيد طاقاتهم في خدمة القضية والوطن، وانا على ثقة تامة بان هؤلاء الشباب هم من سيحدث التغيير في ميزان القوى المختل، بين النظام والمعارضة من كل النواحي المادية والبشرية، وذلك اذا خلصت النوايا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا