27/12/2013
الم يحن بعد موعد تقيم ومراجعة الخيار العسكري ؟
محمود طاهر زيوريخ
27/12/2013
منذ عقدين ونيف هو
عمر النظام التسلطي في ارتريا والمعارضة الارترية في المنفى لم تقدم على تقيم
الخيار العسكري لمواجهة النظام بطريقة متجردة ودقيقة، ولو حدث ذلك لعرفت هي في
الاول ومن ثم نحن، ماهي الارباح والخسائر التي جنته من تبنيها لهذا الخيار على
مستويين الاول على الصعيد التنظيمي؟ الثاني على المستوي الشعبي ؟ لأنه لو تم ذلك
لما وصل الحال لما هو عليه الاَن .
ولو ناقشنا القضية بموضوعية
بعيدا عن روح التعصب للراي والفكرة لان انتقاد الخيار لا يعني بالضرورة انتقاد الأشخاص
القائمين على الامر برمته، فلو عدنا للوراء تحديداً نهاية الثمانيات أي عند بداء تأسيس
حركة الجهاد الاسلامي الإرتري وما احدثته من زحم كبير على الساحة بعد ان شاع اليأس
بين الناس خاصة في معسكرات اللجوء، وكان من إحدى اسباب هذا الزخم تضعضع الاتحاد
السوفيتي وخروجه في نهاية المطاف من افغانستان مثقلاُ بالهزائم ووصول الحركات
الجهادية الافغانية لمقاليد الحكم، في هذا الأجواء الحماسية ظهرت الحركة ، اضف لذلك
التأثير الجغرافي من المحيط السوداني الذي كان يمثل فيه التوجه الاسلامي في اعلى مراتبه
، وفي تلك الفترة اتذكر عندما طلب الاستنفار تداعى ما يقرب من ثلاثة الف شاب لهذا
النفير دفعة واحدة، ولكن تحرير ارتريا ومتطلبات حسن الجوار مع الدولة الوليدة جعلت
من امر استمرار معسكرات المعارضة الاسلامية منه والوطنية امر غير قابل للمجازفة من
الحكومة السودانية، فاجبر البعض بالتسليم والَاخر بالدخول الى الاراضي الإرترية
دون سابق ترتيب مما جعلها في مواجهة مباشرة مع الجيش الإرتري هذا في بداية التسعينات
أي بعد التحرير بقليل، وقد كانت التنظيمات التي له قوات عسكرية ومعسكرات في تلك
الفترة حركة الجهاد ، جبهة التحرير الارترية، جبهة التحرير الإرترية المجلس
الثوري، جبهة التحرير الإرترية التنظيم الموحد، جبهة التحرير الإرترية المجلس
الوطني، والذي اندمج لاحقاً في جبهة التحرير الإرترية، الجبهة الشعبية الديمقراطية
الإرترية ساقم ، وهذه لم يكن لها تواجد يذكر بالسودان فكان جل مقراتها وميلشياتها
في اثيوبيا واقليم تجراي بالتحديد. وقد كانت تملك في حينه هذه التنظيمات قوات لا
يستهان بها ولكن لخطاء في استراتيجياتها المعتمدة على المواجهة المباشرة مع جيش
النظام استشهدا العدد الكبير من هؤلاء الشباب في ميادين المواجهة المباشر ضد
النظام والبعض الاَخر اَثر الانسحاب من التنظيمات لسبب انه يرى انتفاء اسباب حمل
السلاح هذا من جانب التنظيمات الوطنية حتى ان البعض عاد الى البلاد، اما من جانب
الجهاد فقد اثًرت الانشقاقات التي حدثت على الكثير من المجاهدين الذين بقوا على
قيد الحياة وانكفئ الكثير منهم عنه .
وما يثير الاستغراب
حقيقة انه بعد كل هذه الفترة الطويلة من الاستقلال لماذا لم تستطع تنظيمات
المعارضة من وضع استراتيجية واضحة لمقاومة النظام عسكريا كانت ام سياسياُ ؟ ومن
غير المعلوم صراحة ،هل يتم تقيم لأداء التنظيمات في مؤتمراتها او اجتماعات
قياداتها؟ وما هي التوصيات التي يخرج بها المؤتمرون او أعضاء القيادة ؟وهل ما زال خيار
المواجهة المسلحة هي من ضمن اولويات التنظيمات الارترية المعارضة؟ ام ان الامر
اصبح مرتبطاُ بضرورات اطلاق صفة التنظيم؟ لان واقع الحال يستوجب اعادة النظر في الطريقة
وليس الهدف، خاصة بعد ان تكاثرت التنظيمات بصورة جنونية، تجاوزت بها عدد القوميات
وبهذه الطريقة سيتجاوز عددها العشائر، ولان قتل الجنود بهذه الاستراتيجية على الحدود
الاثيوبية لا يسقط النظام ولا يهز فيه شعرة احساس بالمسؤولية، لان الجندي الواقف
على الحدود هو ضحية النظام والظروف ودمه لا يساوي شيئا عند الطاغية، ولو اُتاحت للمجند المسكين فرصة الهروب ومن بعده التحسين من
وضع اهله البائس لبادر بالهرب ولكن ضيق ذات اليد وما ينتظره من مصير مجهول له ولا
هله من خلفه جعل منه ضحية الطرفين!!!! . وبدلاً من هذا التي لم تحرر ارضا ولم تمنع
من سفك دم، لو تم استثمار هذه القوى الموجودة في تنفيذ عمليات نوعية داخل إرتريا مستهدفة
مافيا القيادات العسكرية و الامنية، التي هي عماد النظام وجداره الذي يحتمي به ،
كان سيكون لهذه العمليات الاثر الفعال في زعزعة الطاغية وغض مضجعه، كما سينعكس
ايجاباً على تفاعل الشعب وحتى افراد الجيش مع اهداف المعارضة وطموح التغيير ، ولكن ليحدث ذلك
لابد ان نكون واضعين في حسابنا رد الفعل العنيف
الذي سيقوم به النظام ضد قيادات المعارضة والتي يسكن معظمها في المدن الحدودية
السودانية، فهل ردة الفعل العنيفة المتوقعة هي التي تقف دون الاتجاه لهذا الخيار
الفعال والاتجاه بدلا عن ذلك وضرب النظام في المناطق الرخوي التي لا تأثر فيه
والمعارضة ايضاً على حدا سواء ام اسباب
اخرى؟ فسقوط الجنود على الحدود بهذه الطريقة لن يطيح بالنظام بل سيزيد من كره
الشعب للمعارضة الإرترية .
اخيراُ اريد ان اقول
ان ما يسمى بقوات الدفاع الإرترية بعد الهروب الكبير
للقوميات المتيسرة صاحبة السلطة والمال، لم يبقى بها الا ابناء القوميات التي
طالها التهميش من النظام، فلا نجعل من القاتل والمقتول ضحايا . واستعير هنا قصة
كان حضورها احد اصدقائي عند ما حدثت مشاجرة بين بعض الارترين من معارضة وسلطة هدد
المعارض بالقول اننا سوف نقضي على الشعبية، فأجابه المؤيد من ستواجهه هناك هم من
ابناء القوميات الاَخرى لأننا لسنا هناك، هكذا ينظر بعض المتجردين من اتباع النظام
للجيش الإرتري فكيف ننظر له نحن المهمشين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق