الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

01/01/2015
ماذا تريد ابوظبي من ميناء عصب ؟؟؟؟؟


محمود طاهر / زيوريخ
31/08/2015م

استوقفني خبر الاتفاق الذي وقعه نظام اسمرا مع مؤسسة امارتية لتشغيل ميناء ومطار عصب،  والذي طالعته في موقع فرجت الإخباري، وبعد البحث عن المزايا التي يتمتع بها الميناء لم اجد ما يغري المؤسسة من الجانب الاقتصادي، بما حدى أن تقوم مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي بالاتفاق مع عصابة أسمرا، باستئجار ميناء ومطار عصب لمدة 30 عام القادمة، من خلال تطويره و تستهدف انشاء منشآت سياحية، فيما ستبلغ فوائد حكومة الاستبداد 30% اضافة للمقابل السنوي .
وغرابة الامر تأتي من كون الميناء لا يمثل أي اهمية اقتصادية، منذ توقف الحرب بين إرتريا وأثيوبيا في يونيو 2000م، و الامر يستدعي الانتباه، لأنه أتى في ظروف غير عادية وغير طبيعية ،ومما لا شك فيه ان الإمارات العربية المتحدة تتوجس من أي تطور يحدث في أي ميناء في الاقليم، لكي لا يأثر سلبا على حركة التجارة في ميناء  دبي، لكن ان تقوم باستئجار مطار وميناء عصب ففي الامر الكثير من الغموض الذي لا بد من سبر غوره، لمعرفة أسباب ودوافع الخطوة ويمكن ارجاع الامر حسب تحليلي المتواضع الى احتمالين : ـــ
الاحتمال الأول ان يكون وراء الصفقة، اتفاق سري يسمح بعودة اثيوبيا لاستخدام ميناء عصب من جديد بما يرفع الحرج عن النظام، ولا يستبعد ان يكون محمد دحلان المستشار الامني لولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وصاحب الصفقات المشبوهة ومقاول الاعمال القذرة ورائها،  فالرجل عمل من قبل على فك شفرة قضايا اعقد من هذه، كالتوسط بين اثيوبيا ومصر والسودان، وبفضلها تم تجاوز عقبة سد النهضة، وقد كان له الدور الكبير في التوصل الى الاتفاق بين هذه الدول في مارس الماضي ، حسب ما كشفت عنه مجلة نيوزويك الامريكية في نهاية ابريل الماضي، وشخص بهذا النفوذ لا يصعب عليه ان يتوصل الى هكذا تفاهمات بين إرتريا واثيوبيا، تعمل هذه المؤسسة على دور الوسيط وترفع الحرج عن الطرفين، إضافة الى ارباحها من عوائد تشغيل الميناء، فالنظام يحتاج بشدة الى العملة الصعبة وكل همه ان يبقى اطول فترة ممكنة في السلطة، لذلك الصفقة تعتبر مربحة له من الجانب المادي وغير ملزمة له بالتعامل المباشر مع اثيوبيا ، وفي الطرف الاَخر اثيوبيا يعتبر ميناء عصب بالنسبة لها شريان الحياة، ولا يمكن ان يصبح ميناءي جيبوتي او بربرة الصومالي  بديلاً عنه، الاول طاقته الاستيعابية قليلة، والثاني بعيد عن اثيوبيا، اما ميناء عصب فطاقته كبيرة اضافة  لقربه من الحدود الاثيوبية، حيث يعتبر قريب جداً لإقليم العفر وإقليم التجراي وإقليم الأمهرا ويسكن في هذه الاقليم اكثر من ثلث سكان اثيوبيا حسب احصائية عام 2007م .

الاحتمال الثاني ضعيف لكنه لا يستبعد، وذلك منذ ان اصبح لدولة الإمارات طموح كبير خارج حدودها خاصة في الفترة الاخيرة، وبما يفوق قدراتها العسكرية و تفكيرها الاستراتيجي، فهي تعمل بما لديها من مال وفير في ان يكون لها دور في المنطقة العربية والاقليم، وبدل ان تستخدم هذه الاموال في صناعة نفوذها من خلال القوى الناعمة، تعمل على اثارة النزاعات والحروب، وقد مثلت راس الحربة في إفساد ثورات الربيع العربي، وتمارس سياسة منزوعة الاخلاق والضمير في ذلك، وقد صرفت في سبيلها مليارات الدولارات، ومن جانب اَخر تريد منافسة ومزاحمة تركيا في منطقة القرن الافريقي، والتي اصبح لها نفوذ واضح في الصومال، كما لها علاقات قوية مع اثيوبيا، ومرد ذلك ان محمد بن زايد يمارس سياسة النكاية مع تركيا، وقد عمل ومازال يمارس ذلك في منطقة البلقان والتي تاريخياً تعتبر معقلا للنفوذ التركي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا