الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

29/09/2015
إرتريا  والمستقبل المجهول


بقلم  / Ibrahim Dini : Switzerland

29/09/2015م

قبل ثلاثة أعوام تقريبا  وفي لقاء مع الديكتاتور أفورقي على الفضائية الإرترية  قال كلام لم يتوقف عنده الكثير من الناس رغم خطورة وعمق ودلالاته .
إذ قال أفورقي في حينه انه لا توجد دولة اسمها إثيوبيا، ووصفها بانها كيان من صناعة المستعمر وتعمل كوكيل للقوى الغربية في المنطقة، وهي نفس الفرية التي تطلقها أثيوبيا وإن كانت بصورة خافتة، ومعلوم إن هذه الحدود هي من رسم المستعمر ولكن في سبيل الحفاظ عليها خصبت مساحتها بدماء الألاف من الشباب لذا قدسيتها تكتسبها من هذه التضحيات .
ماذا يعنى اذاً هذا الحديث وعدم الاعتراف بإثيوبيا  كدولة ؟  وهي دولة موجودة ومعترف بها  ولها تأثير في المنطقة وأفريقيا حيث تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، كما لا يخفي علينا أطماع أثيوبيا في الماضي والحاضر في إرتريا!!!.
إذاً ماذا كان يقصد إسياس بحديثه هل كان كلام والسلام ؟ أم هو نوع من الفلسفة ونكران الحقائق ؟
أو كعادته، إن الرجل يعيش في برج من الخيال لذلك مفصول عن الواقع؟
 في اعتقادي  أن تفكير اسياس لا يختلف كثيرا عن تفكير الأثيوبيين  كلاهما يفكر بنفس الطريقة ويعمل كل منها لتحقيق الأهداف المرسومة بطريقة وإن بدت مختلفة لكنها لا تختلف في المحصلة .
إثيوبيا تفكر وتعمل على المدي البعيد على أضعاف إرتريا وجعلها منطقة  تسودها الحروب الأهلية بين المناطق والقبائل، وفي غفلة من الفصائل والمتحاربين تأخذ هي ميناء عصب  بالقوة أو بأقناع أهل المنطقة، والتجربة الروسية في أوكرانيا ليست بعيدة عن الأذهان .
أما إسياس  هو أيضا يفكر ويخطط  ويعمل علي تفتيت إثيوبيا  والهدف من ذلك هو ضم إقليم تجراي وعاصمته مقلي إلي إريتريا، ويكون بذلك توج نضاله بضم تجراي إلي إريتريا، ويصبح بذلك المتحدثين بالتجرينية هم الغالبية العظمى في إريتريا، وهو الحلم الذي يراود معظم نخب العرقيات العابرة للحدود في شتى الدول بصفة عامة، ويوجد من يساند هذا الطرح من نخب التجرينية في إرتريا .
ولتحقيق هذه الأهداف يعمل بطريقتين : ـــــ
الطريقة الأولى هي تدريب المعارضة الأثيوبية المسلحة  وجعل قوات دمحيت جزء من النسيج الاجتماعي الإرتري من خلال التزاوج من الإرتريين وتوسيع مهامها لتعمل في الداخل الإرتري  وكأنها قوات إرترية، وبذلك تكون في المستقبل القوة الأقوى في إرتريا في ظل الهروب الجماعي للإرتريين إلي الخارج .
أما الطريقة أو الوسيلة الأخرى هي الحرب النفسية  المنظمة التي يقوم بها أعلام النظام الإرتري والضرب على وتر التناقض في المجتمع الإثيوبي، و ترديده دائماً بتفكك النسيج الاجتماعي الأثيوبي وادعائه، بان هذا المجتمع غير متجانس، وانه  لا محالة  ستتفكك إلي دويلات وطوائف .
وبين هذا وذاك نجد إن القوى السياسية الوطنية الإرترية لاوجود لها ولا رأي لها في كل الذي يجري وهي غائبة تماما، وان وجدت، نجدها تستثمر وقتها في معاركها الخلافية التي تؤخر ولأتقدم،  وللأسف أن البعض في صف المعارضة الإرترية أصبحوا يرددون كلام الأثيوبين فيما يخص حدود وجغرافية الوطن، وبأن إرتريا هي صناعة المستعمر، وانها تكونت دون إرادة أهلها إلى أخر ما جادت به قرائحهم من تبريرات واهية، وكأن نضالات الزعماء إبراهيم سلطان وعبدالقادركبيري وولد اَب ولدماريام والشيخ إبراهيم المختار، وصولا إلى مرحلة الكفاح المسلح بقيادة الرمز عواتي كانت من كتاب الف ليلة وليلة ولا علاقة لها بالواقع والحقيقة في شيء.
في الختام أقول لهؤلاء وأولئك، إرتريا وطن كتب تاريخه بالدم والتضحيات،  وإن التفريط فيها خيانة لأرواح الشهداء.
 لا إسياس ولا الإثيوبين ولا المعارضين الجدد لهم الحق في التفريط في وحدة إرتريا ارضا وشعبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا