الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

قانون "إتركهم يغرقون" يوصد أبواب أوروبا أمام اللاجئين!

نكو هينس وباربي لاتزا نادو- موقع(دايلي بيست) الأميركي

بدأ السبت العمل بالسياسة الاوروبية الجديدة للهجرة - واسمها غير الرسمي هو «اتركوهم للغرق «(أو دعهم يغرقون). والسياسة هذه تقضي بالتزام الدوريات الاوروبية البحرية في المتوسط دور حراس حدود وليس دور فرق بحث وإنقاذ، ولو صادفت (الدوريات هذه) مراكب متداعية مليئة بالمهاجرين من سورية أو غيرها من مناطق الشرق الاوسط أو من افريقيا، تنازع لبلوغ بر الامان.

وأعلنت الحكومة البريطانية، على رأسها المحافظون، الغاء برامج انقاذ مهاجرين يغرقون، وزعمت ان شبكة الامان الاوروبية شجعت آلاف اليائسين على المغامرة بعبور المتوسط في رحلة بحرية خطرة. ولكن دوائر وزارة الداخلية البريطانية عجزت عن تزويد معدي هذا التقرير بأدلة على ما تسوقه الحكومة أو بدراسات تثبت العلاقة السببية بين تزايد عدد اللاجئين ومراكب الانقاذ. وزعم مسؤولون ان عمليات الانقاذ الايطالية المعروفة بـ»ماري نوستروم» هي «عامل جذب» للاجئين هاربين من العنف والاضطرابات في مسقط رأسهم. ورأت الحكومة البريطانية ان غرق 3 آلاف مهاجر في البحر هذا العام هو دليل على «عدم نجاعة» عمليات الانقاذ. ويرى نائب عمالي بارز أن منطق الحكومة هذا يجافي الصواب، ووراء ارتفاع عدد اللاجئين تغير الاوضاع ما وراء البحار( في الشرق الاوسط وافريقيا).
وفي الاشهر الاخيرة، تدفقت أعداد كبيرة من السوريين الى شمال افريقيا، فتعاظمت أعداد المغامرين على المراكب المزدحمة. ووراء زيادة عدد المهاجرين السوريين الحرب الاهلية السورية التي أودت بحياة اكثر من مئتي الف نسمة، وليس جاذبية سفر يرميهم في احضان البحرية الاوروبية. ورداً على غرق اكثر من 400 مهاجر على مقربة من شواطئ جزيرة لامبيدوزا الايطالية العام الماضي، بدأت البحرية الايطالية عملية «ماري نوستروم» لتمشيط البحار. وأنقذت اكثر من 150 الف شخص من مراكب صيد غير آمنة انطلقت من سواحل تونس أو ليبيا.

وعلى خلاف المهاجرين الاقتصاديين الذين درجوا على عبور المتوسط بحثاً عن فرص عمل في أوروبا، طلب اكثر من ثلاثة أرباع المهاجرين الذين بلغوا اوروبا في العام الماضي اللجوء السياسي. والنساء والاطفال هم غالبية المُنقَذين. وتربعت عملية الاتحاد الاوروبية التي بدأت السبت الماضي، واسمها الرسمي «تريتون»، محل عملية «ماري نوستروم». ولكنها لن تتابع مسيرتها الانقاذية. فموازنتها متواضعة (ثلث موازنة «ماري نوستروم»)، وأسطولها البحري ضئيل الحجم. ويقتصر عمل السفن وطائرات المراقبة الجوية التابعة لـ«فرونتكس»، جهاز الحدود الاوروبي، على إبلاغ حرس الحدود الايطالي بمشكلات ترصدها.

ويرى مسؤول في وزارة الداخلية الايطالية ان تدفق سيل المهاجرين وثيق الصلة بعوامل، منها الافتقار الى الرقابة على السواحل الليبية. و«ماري نوستروم» أنقذت حيوات كثر، وألقت القبض على 60 مُتْجراً بالبشر.
وفي وقت يدور نقاش حاد بين قادة اوروبا السياسيين حول الدوريات البحرية ومن سيسدد أتعابها، تخوض البحرية الايطالية معركة الهجرة على جبهاتها الامامية، وتتابع عمليات الانقاذ. ويروي الربان الايطالي، غيسابي ماغيوم، الاوضاع المأسوية الخانقة التي تختبرها «ماري نوستروم» قائلاً: «أصعب ما خبرناه هو انقاذ 250 شخصاً من ركام مركب، وعجزنا بسبب البحر الهائج والظلام الليلي، عن انقاذ الآخرين واضطررنا الى تركهم لمصيرهم». وبلغ عدد الغارقين في العام الماضي 3300 مهاجر، بحسب مفوضية اللاجئين في الامم المتحدة. وجثثهم تعلق في شباك الصيد أو تتحلل. واعلن وزير الداخلية الايطالي، انجيلينو ألفانو، ان «ماري نوستروم»، وكلفته على الحكومة الايطالية تبلغ نحو 11 مليون دولار شهرياً، شارف على الانتهاء، وأن البحرية الايطالية التزمت مواصلة مهمة الإنقاذ.

إعداد منال نحاس- (الحياة) 5/11/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا