الاحد 22.04.2012م
في
البداية أحب أن أسجل التحية والإجلال للمواقع الارترية التي
تقاوم
النظام وتعمل على هتك أسراره وكشف سوءاته كواجب وطني مضاد لما تبثه الدعاية
الإعلامية للنظام التي تنتحل الكذب والدجل على البسطاء وفي نفس الوقت اجل العمل
الإعلامي وانه قد تحمل عبئا كبيرا في دعم مسيرة التغيير ومساند رئيس لعمل المقاومة
الارترية ولكن
كلنا
يعلم بالإضافة إلى هدف الإعلام المعارض المحدد والمتجه نحو إسقاط النظام من خلال
تعريتة وتحريض الشارع الارتري ليصطف إلى جانب قوى المقاومة وتحييد الكثير ممن كانوا
من مؤيدي النظام حتى يبقى هذا النظام بلا سند شعبي أو قانوني إلا أنني لاحظت في
تصرف امانيئل اياسوا الذي هو قائم على موقع اسنا حيال نشر الخبر الذي ارسسل إليه من
قبل مؤسسة كبيري للإغاثة والتنمية ومقرها لندن حول الأمسية الثقافية الكبرى التي
إقامتها بمناسبة الذكرى الخامسة وستون عاما على اغتيال أبو الشهداء الشيخ
عبدا لقادر كبيري والتي أقيمت بلندن بتاريخ 1/4/2012م وكان في سياق الخبر فقرة
تتناول الورقة المقدمة من د مصطفى بعنوان مفهوم الجبرته وتحدياته في ارتريا ،
والقاريء ليعجب ويتساءل أين أمانة النقل الإعلامي من شخص يدعي انه إعلامي محترف
ولكن في تعمد مشين أزال من الخبر هذه الفقرة لأنها تشير إلى الجبرته ونضالاتهم في
ارتريا وفي ذات الوقت فان الخبر قد نشر على كل المواقع الارترية وأوردته كما هو
دون حذف أو تزييف وللغرابة فان الرجل يدرك بان الخبر قد ورد في مواقع أخرى وسيكشف
أمره لا محالة ولكنه في تعد صريح وسافر ترك لنفسه الحرية التامة لكي تنتهك حق
الآخرين بينما هو يتبجح بأنه ممن ترك النظام ويحاربه من اجل استرداد شعبنا حقه في
التعبير وان يتمتع بكامل حقوقه ، بالله عليكم كيف يدعي هذا وهو يمارس عملا مشينا
وحقيرا هكذا .
ولقد
اطلعت على المكتوب الذي صدر من مؤسسة كبيري للإغاثة والتنمية باللغة التجرينية
بتاريخ 6/4/ 2012م تدين فيه موقع اسنا والصحفي امانيئل اياسو في سلوكه الغير مهني
والذي لا يستقيم مع ما توليه عليه طبيعة المرحلة التي نعيشها نحن الارتريين في
مقارعة النظام ومقاومة كل سياساته التي نالت من شعبنا في كل شئون حياته وتهدف هذه
السياسة طمس معالم التاريخ وتشويه ومسخ التركيبة السكانية والديمغرافية التي تشكل
عليها شعبنا عبر مئات السنين وصولا إلى إيجاد ارتريا لا تمت بصلة إلى الماضي الذي
شكل ارتريا بتضاريسها البشرية والجغرافية وقد طالبت المؤسسة في المكتوب اعتذارا
رسميا من امانئل على ما صدر منه من عمل وسلوك غير حضاري وهو يعيش في وطن متحضر
يعطيه هو وغيره الحق الكامل في نشر ما يرغبون ونوه المكتوب أيضا إلى أن الموقع اسنا
حر في نشر الخبر من عدمه لأنه في النهاية هو صاحب الصلاحية طالما انه يمتلك الموقع
وليس من سلطة احد بأن يجبره على نشر كل ما يرسل إليه ولكن المرفوض من كل عاقل هو
أن تتصرف في خبر كيفما تشاء وتنشره في موقعك .
وليعلم
القاريء بان ما دعاني للكتابة حول الموضوع هو بان العديد من الارتريين ممن لا
يقرؤون التجرينية قد يكون فات عليهم الأمر وحتى يكون الجميع على علم واطلاع بما
يصدر من مثل هذه المواقع كان لزاما علي بان اكتب إلى قراء العربية ولهم أن يحكموا
ويدركوا بأنه ليس كل متشدق بالحرية وبالحقوق الإنسانية صادق فيما يقول وليس كل من
يصرخ بصوت عال حقا مقاوم ويعمل من اجل الشعب علينا أن ندرك على أن هناك شيء مبطن
وغير معلن وان هناك عقليات تريد التغيير ولكن بشرط أن يصب في مصلحتها فقط وتريد
زوال النظام ولكن تهيأ نفسها لتستلم السلطة منه ، تقاوم السلطة ولكن تؤمن بسياسته
الهدامة الشيفونية الاقصائية التي لا تريد من الطرف الأخر إلا أن يكون تابعا لها
وتوقن في قرارة نفسها بأنها المخولة فقط بحكم البلاد والعباد وعلى القاريء أن
يعرف ما وراء السطور وخلف الكواليس.
كانت
هذه الظنون تدور في راسي بعد أن اطلعت على التنويه الذي صدر من مؤسسة كبيري ، وقد
أكد صحة ما ذهبت إليه عندما اطلعت على مكتوب آخر صدر في هذا الشأن من قبل مؤسسة
كبيري أيضا باللغة التجرينية في تاريخ 19/4/2012م يفهم منه بان هناك من أحاديث جرت
بين القائمين على المؤسسة وامانيئل وكان الخطاب راق جدا ومسئول وتناول الموضوع
بأسلوب مهذب يعطي امانيئل اياسو والموقع والعاملين فيه حقهم بأنهم يقومون بعمل
إعلامي جبار في مقارعة النظام إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الآن الرد على المؤسسة من
خلال نشر مكتوب ينص على الخطأ الذي ارتكبوه وتأسفهم من الذي حصل ولكن مع الأسف
الشديد وجدت في المكتوب مما يدل على عدم إقدام موقع اسنا على هذه الخطوة التصحيحية
والتي من شانها أن تهدأ الأمور وتزيل بعضا من سوء الظن كما أسلفت في الحديث عنه إلا
أن المكتوب أشار إلى تعنت موقع اسنا والإصرار على موقفهم ومع ذلك يطالبون بسحب
المكتوب الذي أصدرته المؤسسة ويتناول فيه ما صدر منهم من كل المواقع إحساسا منهم
بأنه يضرهم وينال من مكانتهم الإعلامية وتدني الثقة لدى زوار الموقع في المستقبل
كما أشار خطاب المؤسسة إلى أن العذر الشفهي المقدم من امانيئل أقبح من الذنب ولكن
لم يذكر النص الذي قدمه امانيئل .
إنه
شيء عجيب ولك القاريء العزيز بان تلحظ المفارقات العجيبة كون موقع اسنا يرتكب خطا
يمس امة بعينها متمثلة في قومية الجبرته ويتعمد عدم ذكر اسمهم في سياق خبر ويراه
كأنه عمل ليس بذات أهمية ولا يحتاج إلى تأسف ولكن مجرد تنبيه وتنويه صدر في حقهم من
المؤسسة يطالبون بسحبه من المواقع لأنه يضر بهم ويفضح ألاعيبهم وضحكهم عل البسطاء ،
إنها مفارقة عجيبة عندما تجد شخص في مكانة امانيئل اياسوا ينظر إلى حقوق الآخرين
وكأنها لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن مصلحته يضع لها كل الاعتبارات ويسعى
إلى تلميع شخصه وموقعه ولكن من خلال تجاهل وطمس لحق الآخرين .
ليعلم
امانيئل اياسوا وغيره بان هناك خطوط حمراء ينبغي عدم الاقتراب منها وهي مسالة
الحقوق وهي مسائل حساسة للغاية أما إذا كانت لديه عقدة تجاه الجبرته وقد تشربها من
نظام اسياس فأؤكد له أن الجبرته ناضلوا وقاوموا النظام من الوهلة الأولى ولا يزالون
يناضلون حتى الآن في رفض للدمج ألقسري الذي قام به نظام اسياس وبموجبه الحق
الجبرته بما يمسى بقومية التجرينية التي أصلا ليس لهذه التسمية وجود بالتاريخ
الارتري إنما هو من هندسة اسياس الحديثة لإيجاد ارتريا الحديثة ، وقد اقر
المؤتمرون في مؤتمر اواسا الوطني الجامع بحق كل قومية بإرتريا بان تسمي بالاسم الذي
تراه ورفضوا سياسة الدمج القسري التي مورست في حق القوميات في ارتريا من قبل
النظام وهذا عنصر أساسي في الميثاق السياسي الذي تعاهد المؤتمرون بان يمضوا عليه من
اجل تحقيق التغيير المنشود في بلادنا وإصلاح ما فسد وبناء ما تهدم وإعادة الثقة
لمكونات شعبنا في بعضهم البعض وردم الفجوات التي خلفتها سياسات النظام الشيفوني
فيما بين شعبنا وكان امانيئل اياسوا من حضور هذا المؤتمر وغطى وقائعه حتى الانتهاء
ومن الموقعين على هذا الميثاق فكيف يستقيم بان يقوم بمثل هذا العمل وقد وقع على
الميثاق ولكن هي النفس المريضة لا زالت تعيش المرض النفسي الكبير فهي أسيرة لم
تستطع الفكاك منه وتخيل معي إذا كان ما وقع ممن ينسبون أنفسهم للثقافة والانفتاح
ويعيشون في البلاد المتقدمة فكيف سيكون الحال بغيرهم الذين لم ينالوا حظا من
الثقافة ولم تتاح لهم الفرص ليشاهدوا كيف يعيش العالم الآخر في جو مفعم بالحرية
واحترام الإنسانية وتقديس لحق الإنسان وعدم المساس بها بأي شكل كان
.
إن
امانيئل اياسو وغيره ممن هم على شاكلته ممن تشبعوا من النظام القائم عليهم أن لا
يمضوا طويلا في اللعب على البسطاء فهم عنصريين حتى النخاع ولا يزالون مرض الوهم
الخطير وهو (انأ أو الدمار )فليس في نيتهم التوجه نحو استيعاب الحاضر والمستجدات
إنما يحاولون بقدر الإمكان إسقاط أوهامهم الماضية على الواقع الجديد الذي إن لم
يتداركوه سوف يتجاوزهم ويجعلهم من المخلفات .
ولا
يمكن أن ينسى المؤتمرون في اواسا عندما انتفض امانيئل اياسوا كالمذعور أمام المنصة
عندما وجد بان سكرتارية المؤتمر والتي غلب عليها المسلمون قائلا بان هذا غير مقنع
وغير مقبول فقد تساءل الكثيرين ممن حضروا المؤتمر عن هذا الإنسان وما في داخله من
مرض العنصرية البغيضة مع ان اختيار السكرتارية تم بطريقة ديمقراطية وصار فيها تمثيل
للتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني من خلال المناطق التي قدمت منها
.
والسؤال
الذي يطرح نفسه لمصلحة من يقوم موقع اسنا بمثل هذا العمل اعتقد بأنه يخدم اسياس
وزبانيته الذين ينفخون على نار الفتنة وبصريح العبارة بأنه أي امانيئل ينفض على
المؤتمر الوطني ومخرجاته كما انه سعي غير مبطن لتعميق وتازيم المشكلة الارترية من
اجل الإبقاء على الوضع كما هو عليه وهو سعي لتكريس ثقافة الأحادية والوصاية التي
درج هؤلاء على فرضها علينا جميعا نحن الارتريين ولا يفوتني هنا بان انوه بما كتبه
السيد جرماي ودي فليبوا ردا على تصرف موقع اسنا وبالذات الصحفي امانيئل اياسوا
عندما قال له آنت تحمل ثقافة اسياس التي رضعتها ولا تعرف شي عن تاريخ ارتريا
.
إنني
أؤكد بان على كل وسائل الإعلام المعارضة بان تشين هذا المسلك الذي سلكه امانيئل
وعلى الجميع أن يعرف امانيئل وسياسته الإعلامية الاقصائية وعلى المواقع الارترية
التي تحمل رسالة الأمة الارترية أن تتواثق على ميثاق شرف إعلامي يتعاهدون فيه على
خطوط عريضة في مضامينها الحفاظ على الهوية الارترية وبث ثقافة تجعل من كل الارتريين
يفكرون بعقلية وحدوية لا تغيب أحدا أو تغمط حقه .
ورسالة
أخيرة إلى كل الارتريين علينا جميعا بان نعيش كما خلقنا الله فنحن وجدنا هكذا لم
نخير في أن نكون كما نريد وفي النهاية علينا أن نقر بأنه ليس هناك من هو أحسن من
احد وقد بدأنا نسير في الاتجاه الصحيح نحو خلق ارتريا ما بعد الشعبية والذي يهمنا
هو بان نعرف بأننا صار من القدر بان نخلق على ارض ارتريا وعلينا أن نعيش فيها لا
خيار آخر ولذا علينا تجاوز الماضي ونسعى إلى خلق فرص السلام وهذا لن يتأتي إلا
عندما نتبادل الاحترام ونبذل ما وسعنا من اجل إيجاد بيئة خالية من الأمراض
الاجتماعية التي تفسد الحياة فنحن نستشرف مستقبل جميل خاصة بعد نجاح مؤتمر اواسا
فلنمضي قدما نحو إرساء ثقافة التعايش والانفتاح على بعضنا ، وصدقا لم نجني من
الأنانية والعنصرية سوى ما نراه الآن من دمار وشتات وضياع كل ما كنا نحلم به في
استقلال بلادنا .
أبو
عبدا لرحمن محمد الجبرتي
22/4/2012م