السبت، 21 أبريل 2012

الشباب الإرتري ومسئولية التغيير


21.04.2012م










الشباب هم عماد كل امة وعلى عاتقهم يقع مسئولية نهضة الأمم وعمران الأوطان – وشبابنا الارتري لا يختلف في طموحاته وتطلعاته عن بقية شباب العالم بل ظل يتقدم الصفوف طيلة مرحلة النضال من اجل استقلال بلاده فقد دفع ثمنا باهظا من اجل حرية وطنه وكرامة شعبه وصفحات أيام الثورة تعج بالنماذج العديدة من الأبطال الذين نفتخر بهم من شبابنا الارتري .
وعلى شبابنا ألان عليهم أن يحذوا حذو من سبقوهم من شباب ارتريا الذين عايشوا الثورة الارترية وكانوا وقودها فمنهم من قضى نحبه ومنهم من صار في مراحل متقدمة في السن .
إن مسئولية الشباب نحو أوطانهم وأممهم ليس لها مدى زمني وتنتهي فيه بل هذه المسئولية تستمر وتتعاظم لأن كل مرحلة في عمر الشعوب لها متطلباتها وعلى ضوئها تكون المهام ونحن الآن أمام واقع في بلادنا يستدعي الوقوف عنده والتأمل فيه ثم تقديم شيء يتناسب مع المعطيات التي يبعثها العقل والإدراك , فبلادنا ما بعد الاستقلال كيف تبدوا ولماذا صار الشباب هم أولى ضحايا الاستقلال بدلا من أن يكونوا أولى المستفيد والمتقاطرين على ساحات البناء يبنوا فيها مستقبلهم ومستقبل بلادهم ووطنهم .
فالنظام القائم الآن في بلادنا ضمن من عاداهم في المقدمة كانوا هم الشباب وان كان وعبر دعاياته يتنادى بالشباب أنهم من يتحمل الأمانة ( وارساي تقبالي حدري) إلا انه عمليا يبعدهم روحيا وعاطفيا من الاهتمام بوطنهم لان النظام يريدهم مجردين عن التفكير وبعيدين عن المشاركة في اتخاذ القرار يريدهم تابعين يأتمرون بأمره ويسبحون بحمده ويساقون إلى ما يريد من غير سؤال.
وليس خافيا على احد أن بلادنا قد هجرها الرياضيون والفنانون والطلاب وعشرات الآلاف من الشباب لأنهم قطعا وصلوا إلى قناعة انه في ظل استمرار هذا النظام سيضيع منهم العمر دون تحقيق تطلعاتهم ورغباتهم ، نجدهم الآن في الملاجئ ودول الجوار يعيشون في وضع لا يحسدون عليه من ذل وإهانة يعملون باجر متدن من اجل لقمة العيش ومنهم من يختبئ ويتوارى في مدن السودان خوفا من أن تصل ليهم سلطات الأمن هناك وتسلمهم للنظام في ارتريا ومنهم من يتوسل إلى أقربائه في المهجر ليرسلوا إليهم مبالغ مالية حتى يجربوا حظهم مع تجار البشر ليدخلوا هربا إلى إسرائيل أو غيرها من الدول الأوروبية عبر البحار وقد مات منهم الكثير ومنهم من بيعت أعضاءه في السوق ، والسؤال الذي أمسى يطرح نفسه بإلحاح الآن هو هل هناك من حل في الأفق ؟
فشبابنا الآن وعبر العديد من التنظيمات الشبابية التي نرى تحركها في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وأفريقيا بدؤوا يجيبون على السؤال أن الحل لن يأتي من السماء وان الحل لن يمنحه لنا احد أن الحل يكمن في أن علينا أن نتحرك في الساحة ونوحد الصفوف والموجودين بالخارج يرتبطون بالداخل تحركات الشباب قد ألهبت مشاعر الجماهير الارترية وتحركت من جمودها والنظام وبسبب تحرك الشباب عالميا قد خسر الكثير وأقطاب المعارضة الارترية بدؤوا يتجاوبون مع تحركات الشباب وصاروا يتجهون نحو الايجابية في التعاطي حول نقاط الاختلاف ولا ننسى المشاركة القوية للشباب في المؤتمر الوطني الجامع وكان لهم ثقل كبير ودور في نجاح المؤتمر وقد تكلل بعضويتهم في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي وليس هذا فحسب بل قد افرد لهم مكتب خاص يعني بالشباب.
شبابنا الارتري بالتأكيد لن يقل عن أقرانه من شباب الربيع العربي الذين قلبوا طاولات الجبابرة والطغاة على رؤوسها وصنعوا واقعا جديدا كان عند عقول الكبار من الأوهام والتفكير منطقة محظورة ولكن إرادة الشباب أقوى من كل شيء والطبيعة دائما تتناغم مع الأقوياء
فاني أقول للشباب الارتري أن يؤكد على وحدة الصف الارتري بان يحبوا بعضهم البعض ومن خلال الاحترام المتبادل، والتأكيد بان التنوع والتعدد في بلادنا هو بان نحب بعضنا البعض فالذات تحتاج إلى الآخر فلدى كل منا مشاعر حب وإخاء فلنمنحها للآخر لنكون لديكم المبادرات لأنكم الأقدر على التفاعل مع بعضكم البعض بكيمائية الحب بعيدة عن تعقيدات الماضي وتراكماته التي تفسد كيميائية التفاعل عند الكبار وتشبعوا بثقافة التعايش لتكن هي منطلقكم نحو المستقبل المشرق الذي ينتظركم .
أبو عبدا لرحمن محمد الجبرتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المغيبين واالمختطفين فى سجون العصابة الحاكمة فى ارتريا